دليلكم لفهم مراحل سرطان الثدي
بالإضافة للمشاعر المختلفة، يثير سرطان الثدي العديد من الأسئلة، خاصة تلك المتعلقة بمرحلة السرطان الذي تم تشخيصه، وآثرها على المريضة.
وتقول الدكتورة هان ماي، طبيبة أورام الثدي في مستشفى هيوستن ميثوديست، "يعد تحديد مرحلة سرطان الثدي عملية بالغة الأهمية، إذ تساعدنا على تحديد مدى انتشار السرطان — سواء أكان موضعيًا في أنسجة الثدي أو انتشر إلى خارج الثدي. فضلا عن مساعدتنا في التخطيط للعلاج الأنسب".
توفر معرفة مرحلة سرطان الثدي خريطة طريق للتحدث والنقاش مع الطبيب، مما يساعد على طرح الأسئلة ذات الصلة والبحث عن موارد الدعم المناسبة. وللتذكير الإيجابي، تبلغ نسبة وفيات النساء اللواتي يتم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي الجديد أو المتكرر، أقل من 3٪.
كيف يتم تحديد مراحل سرطان الثدي؟
يتطلب تحديد مرحلة سرطان الثدي تقييمًا شاملاً، حيث يتم تحليل العوامل الرئيسية التالية:
- حجم الورم
- ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة
- ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الأعضاء البعيدة
- النوع الفرعي الجزيئي للورم (سواء كانت بروتينات معينة — مستقبلات هرمون الاستروجين، مستقبلات هرمون البروجسترون و/أو سرطان الثدي إيجابي البروتين HER2- التي تصنعها الخلايا السرطانية)
- عدوانية السرطان (مدى عدوانية الخلايا السرطانية التي تبدو تحت المجهر)
يتم استخدام عدة اختبارات لجمع هذه المعلومات، مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، وخزعة الثدي، وخزعة العقدة الليمفاوية، وتصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan). لن يحتاج جميع المرضى إلى كل هذه الاختبارات، ولكن سيساعد فريق الرعاية الخاص بهم على فهم ما هو مفيد لحالتهم المحددة.
وبناءً على نتائج هذه الاختبارات، سيحدد الطبيب مرحلة السرطان، مما يساعد في شرح المرض ومناقشة التشخيص والعلاج وغيرها من المواضيع التي تهم المريضة.
تصنيف مراحل سرطان الثدي
هنالك 5 مراحل لسرطان الثدي، يتم تصنيفها باستخدام الأرقام الرومانية وتتراوح بين 0 والمرحلة الرابعة (IV). تشير المرحلة 0 إلى السرطان غير الغزوي (carcinoma in situ)، الذي ينحصر في قنوات الثدي الناقلة للحليب. وتعرف المرحلة الرابعة (stage IV) المرحلة الأكثر تقدما في سرطان الثدي، بسرطان الثدي النقيلي، حيث يكون السرطان قد انتشر في أماكن أخرى في الجسم.
كلما انخفض عدد المراحل قل انتشار السرطان، وكلما زاد عددها، زاد انتشاره، وهو ما يعني عمومًا أيضًا أنه ستكون هناك حاجة إلى علاجات أكثر قوة.
مراحل سرطان الثدي التي تتطلب الاستئصال
غالباً ما تكون الجراحة ضرورية تقريبًا لعلاج سرطان الثدي. الاستثناء الوحيد هو سرطان الثدي في المرحلة الرابعة، حيث نادرًا ما يكون هناك دور للجراحة مع المرض النقيلي. وتشرح د. ماي أنه على وجه الخصوص، تعد الجراحة ضرورية للمراحل المبكرة من سرطان الثدي - المرحلتان الأولى والثانية - لأنها يمكن أن تخلص المريض كلياً من المرض.
وغالباً ما يمكن إزالة الأورام الصغيرة في مرحلة مبكرة باستخدام إجراء يحافظ على الثدي، يسمى استئصال الورم، الذي يزيل الورم وكمية صغيرة فقط من أنسجة الثدي السليمة. وتعتمد الكمية التي يتم إزالتها على حجم الورم.
أما في عملية استئصال الثدي، يتم إزالة الثدي بأكمله، ويمكن استخدامه لعلاج المرحلة 0 إلى المرحلة الثالثة (stage III) من سرطان الثدي. وهناك عدة أسباب قد تدفع الطبيب بتوصية إجراء استئصال للثدي بدلاً من استئصال الورم، حتى في الحالات المبكرة من سرطان الثدي.
وتوضح د. ماي أنه في حال لم يكن استئصال الورم ممكنًا بسبب حجمه الكبير، أو في حال انتشار السرطان في مساحة تبلغ ربعين أو أكثر من الثدي، فيجب إجراء عملية استئصال للثدي.
وبعد عملية الاستئصال، يمكن استخدام عملية إعادة بناء الثدي، إما باستخدام غرسة أو أنسجة خاصة بالمريض، وغالباً ما تكون من منطقة البطن. ويمكن أن تساعد التقنيات الأحدث أيضًا في الحفاظ على جلد الحلمة والثدي في بعض الحالات، مما يحسن المظهر بعد استئصال الثدي وإعادة بناءه.
مراحل سرطان الثدي التي تتطلب العلاج الكيميائي والإشعاعي
بالإضافة إلى الجراحة، فإن معظم مراحل سرطان الثدي تتطلب أو تستفيد من العلاج الكيميائي و/أو الإشعاعي. الهدف من هذه العلاجات هو قتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو داخل أنسجة الثدي. ويتم تقديم العلاج الكيميائي عن طريق الأدوية، في حين يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة عالية الطاقة.
ويمكن استخدام هذه العلاجات للمساعدة في تقليص الورم قبل الجراحة، أو لقتل أي خلايا سرطانية متبقية بعد الجراحة، مما يساعد على ضمان عدم عودة السرطان.
وتقول د. ماي" إذا كان السرطان في المرحلة المبكرة عدوانيًا، فقد نوصي بالعلاج الكيميائي. وتعتمد فائدة العلاج الكيميائي أو الإشعاعي في المراحل الأخرى من سرطان الثدي على عدة عوامل، مثل النوع الفرعي الجزيئي للسرطان، ونوع جراحة الثدي المستخدمة لإزالة الورم".
وعلى سبيل المثال، يتطلب سرطان الثدي إيجابي البروتين (HER2+) علاجاً كيميائياً. وكذلك الأمر بالنسبة لسرطان الثدي الثلاثي السلبي (Triple-negative Breast Cancer)، وهو النوع الأقل شيوعًا من سرطان الثدي، لكنه عدواني ويفتقر إلى السمات الجزيئية، التي غالبًا ما يتم استهدافها أثناء علاج سرطان الثدي - كمستقبلات هرمون الاستروجين، ومستقبلات البروجسترون وبروتين "مُستقبِل عامل نمو البشرة 2 لدى البشر (HER2).
وتضيف د. ماي "يستخدم العلاج الإشعاعي عندما يخضع المريض لعملية استئصال الورم. وقد يحتاج المرضى أيضًا إلى العلاج الإشعاعي بعد استئصال الثدي في بعض الحالات". وبالنسبة لسرطان الثدي في المرحلة الرابعة، يتم استخدام العلاج الكيميائي — إذا كان من الممكن تحمله — للمساعدة في السيطرة على الانتشار وتخفيف الأعراض. وعادةً ما يتم دمجه مع علاجات أخرى، مثل العلاج الهرموني والعلاج الموجه والعلاج المناعي.
هل ترتبط مراحل سرطان الثدي بمدى قابلية الشفاء منه أو احتمالية إعادة الإصابة به؟
لا يساعد تحديد مراحل سرطان الثدي في تحديد خطط العلاج فحسب؛ إذ يمكن أن يساعد أيضًا في فهم أفضل للتشخيص. ومع ذلك، تعتمد النتائج أيضًا على عوامل أخرى، مثل نوع سرطان الثدي. وترى د. ماي أن مراحل سرطان الثدي من 0 إلى المرحلة الثلاثة (stage III) قابلة للشفاء، في حين أن سرطان الثدي في المرحلة الرابعة ليس قابلا للشفاء - أقله من حيث المبدأ.
ومع ذلك، فإن العلاجات الأحدث تساعد الأشخاص المصابين بسرطان الثدي النقيلي (metastatic breast cancer) على العيش لفترة أطول. يمكن أن يختلف متوسط عمر الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي النقيلي بشكل كبير، ويعتمد على عوامل عدة مثل نوع سرطان الثدي، وكيفية استجابته للعلاج، والصحة العامة للفرد وعوامل أخرى كنمط الحياة.
ويمكن أن يساعد تحديد مراحل سرطان الثدي أيضًا في قياس مدى احتمالية عودة سرطان الثدي بعد العلاج. كقاعدة عامة، كلما كانت المرحلة متقدمة، كلما زادت احتمالية عودة الورم.
وتقول د. ماي أنه لدى مرضى سرطان الثدي في المرحلتين الثانية والثالثة احتمالية أكبر لتكرار إصابتهم، مقارنة بأولئك الذين يعانون من المرحلة 0 أو الأولى لسرطان الثدي. والجدير ذكره أن تكرار الإصابة بسرطان الثدي يرتبط أيضاً بنوعه. على سبيل المثال، من المرجح أن يتكرر سرطان الثدي الثلاثي السلبي وسرطان الثدي الالتهابي بنسبة أكبر مقارنة بالأنواع الأخرى.
ومن المهم ملاحظة أن نتائج العلاج تتأثر أيضًا بامتثال المريض لخطة الرعاية الخاصة بهم. على الرغم من أنه لا يمكن تغيير التشخيص، فإن اتباع إرشادات الطبيب يمكن أن يؤثر على نتائج العلاج وخطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي. الأمر الذي يعد أساسياً، لا سيما عندما يتم اكتشاف سرطان الثدي مبكرًا، إذ تكون معظم حالات سرطان الثدي قابلة للشفاء. وعلى الرغم من تكرار الإصابة بالسرطان لدى بعض المرضى، فإن معظمهم يتحسنون أثناء العلاج الأولي.
مارس 20، 2024