علاج سرطان الرأس والرقبة: كيفية نحافظ على صحة الفم أثناء العلاج الإشعاعي؟
تعد نظافة الأسنان أساسية للجميع. ولكن الاهتمام بالأسنان واللثة يصبح أكثر أهمية، في حال العلاج الإشعاعي لسرطان الرأس والرقبة.
وتقول الدكتورة كاثلين شادل، أخصائية علاج الأورام بالإشعاع في مستشفى هيوستن ميثوديست: «يعد العلاج الإشعاعي إحدى الحلول الفعالة في علاج أنواع السرطان التي تصيب منطقة الرأس والرقبة، بما في ذلك تجويف الفم والحلق والحنجرة وتجويف الأنف والغدد اللعابية".
والعلاج الإشعاعي الخارجي، هو النوع الأكثر شيوعًا من العلاجات الإشعاعية المستخدمة لسرطان الرأس والرقبة. حيث تستخدم أشعة ذات طاقة عالية، تولدها آلة موجهة نحو موقع الورم، لإتلاف الخلايا السرطانية وتدميرها.
ولكن عند توجيهه إلى منطقة الرأس والرقبة، يمكن أن يكون للعلاج الإشعاعي، آثارًا على صحة فم المريض.
كيف يؤثر العلاج الإشعاعي على الفم أثناء علاج سرطان الرأس والرقبة؟
يعد العلاج الإشعاعي خيار علاجي قوي لقتل السرطان، لكنه لا يؤثر فقط على الخلايا السرطانية، إذ يمكن أيضًا أن يضر بالخلايا الطبيعية التي تحيط بالورم.
وتقول شادل: «لدينا طرقًا للحفاظ على سلامة الأنسجة، كطرق استهداف الورم بأكبر قدر ممكن من الدقة. لكن العلاج الإشعاعي يمكن أن يؤثر على الخلايا الطبيعية إلى حد ما، مما يؤدي إلى آثار جانبية".
ففي حالة علاج سرطان الرأس والرقبة، فإن الآثار المحتملة للعلاج الإشعاعي على الأسنان واللثة تتطلب اهتمامًا جادًا.
وتقول شادل: «الإشعاع لا يتلف الفم مباشرة، ولكن الآثار الجانبية التي يسببها لصحة الفم، يمكن أن تزيد من خطر تسوس الأسنان وأمراض اللثة، خاصة إذا لم يتخذ المريض خطوات لحماية صحة فمهم أثناء العلاج".
يطلب معظم الأطباء إجراء تقييم كامل للأسنان قبل تلقي العلاج الإشعاعي الموجه حول هذه المنطقة. وتقول شادل: «يجب إزالة أي أسنان قد تكون في حالة سيئة. وهذا الأمر مهم لأنه إذا كان هنالك حاجة لخلع الأسنان بعد الإشعاع، فثمة خطر متزايد من نخر عظمي إشعاعي المنشأ (osteoradionecrosis)، والذي يمكن أن يسبب ضعف التئام العظام وتلفها".
وتضيف شادل أن الإشعاعات الموجهة إلى أجزاء أخرى من الجسم - لعلاج أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان المثانة أو الكبد، على سبيل المثال لا تؤثر على صحة فم المريض.
ما هي الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لسرطان الرأس والرقبة؟
يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي على الفم، ما يلي:
- تهيج الفم
- جفاف الفم
- تقرحات الفم
- التغييرات في اللعاب (لعاب سميك، انخفاض تدفق اللعاب)
- التغييرات في حاسة التذوق
- التهابات الفم
- تصلب وألام في الفك
على وجه الخصوص، يمكن أن يكون لجفاف الفم وانخفاض تدفق اللعاب آثارًا أكثر أهمية على صحة الفم.
وتوضح شادل: "يمكن أن تزيد هذه التغييرات من خطر إصابة المريض بتسوس الأسنان وأمراض اللثة. فاللعاب له أهمية أكثر من مجرد تليين الفم. كما أنه يساعد في السيطرة على البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان".
لحسن الحظ، تتحسن معظم هذه الآثار الجانبية بعد الانتهاء من العلاج الإشعاعي.
كيفية حماية الأسنان واللثة أثناء العلاج الإشعاعي لسرطان الرأس والرقبة؟
بالنظر إلى مدى تأثير العلاج الإشعاعي للرأس والرقبة على صحة الفم، فمن المهم اتخاذ خطوات للحفاظ على صحة الفم أثناء العلاج.
توصي الدكتورة شادل بمراجعة طبيب الأسنان بشكل منتظم للعناية الروتينية بالفم، وتنصح بالتعاون مع طبيب أسنان أو جراح فم، لديه خبرة في علاج المرضى الذين يخضعون للعلاجات الإشعاعي.
ومن النصائح الأخرى لتقليل مخاطر تسوس الأسنان أثناء العلاج:
- تجنب الأطعمة ذات النسبة العالية من السكريات.
- التنظيف المستمر والكامل للفم، بما في ذلك استخدام الخيط يوميًا والتنظيف بالفرشاة بعد كل وجبة طعام وقبل النوم.
- استخدام قوالب الفلورايد يوميًا لتقوية الأسنان.
- الحفاظ على رطوبة الفم.
وتختم شادل: "إذا كان المريض من المدخنين، فإننا نوصي أيضًا بالتوقف عن التدخين، الذي يمكن أن يؤدي إلى تدهور صحة الفم، ويزيد من خطر حدوث مضاعفات، فضلاً عن زيادة خطر تكرار الإصابة بالسرطان".
4 مايو 2023